اعترافات بائعة هوى محترفة – الحلقة 24: نادلة في ملهى ليلي في شارع الهرم

تتابع وداد اعترافاتها ونراها وهي تعمل نادلة في ملهى ليلي في شارع الهرم فتقول: بعد زواج زميلتي وصاحبتي الأنتيم سميرة طبعاً راحت تعيش في شقة رأفت جوزها وأنا انتظمت في شقتي مع ماجد دكتور الجامعة…انتظمت حياتي على كدا يعني ما بين الجامعة محاضراتي وما بين الشقة و خروجاتي مع ماجد لما كان يفلفص من مراته ومع الندورات اللي كنت باحضرها للمدافعات عن حقوق المرأة وما بين القراءة. سمعت أن حسام اتجوز من بنت عمه وطبعاً دا أكد ليا وجهة نظري الجديدة في الحياة و التعامل مع الناس…هل كان حسام بيخدعني كل الوقت اللي فات..هل كنت غلطانة أني صدقته بجد و سيبتله نفسي وو ثقت فيه؟! المفروض كان يقف في وش والده ويعافر عشان نكون مع بعض ونكمل ونبني بيتنا الجميل زي ما كان بيقول؟! حسيت أني كنت عايشة في وهم…حسام عيشيني في وهم كبير…تلقاه لما سلمت له نفسي وجسمي وأخد مني اللي هو عاوزه هنت عنده..يعني بقيت زي أي واحدة..هو نفسه كان قلي أنه عمل علاقات كتير قبل مني…هي دي الحكاية الللي عمرها ما هتبطل البنت تصدق الشاب فتديله أعز ما تملك أو اللي متصوراه أعز ما تملك و الشاب ينبسط ويتحجج بأي حجة ويسيبها ويدرو على غيرها و العجلة شغالة ويا دنيا دوري…

مرت السنين وبمروها اتعلمت حاجت كتير ونضجت جداً إلا أن الكوارث برضو مسبتنيش في حالي…و أنا في الفرقة الرابعة قام زلزال في وجه بحري ضرب مدينة البحيرة كان ضحيته ناس من أعز أقربائي…راح فيه أختي وجوزها و طفلها مفضلش غير عمتي…جالي تليفون ألحقي رحت لقيت المصيبو أن كل أهلي حتى فيه من عمامي راح في المصيبة دي..البيوت هناك مش تمام في القربة فراحت أختي الكبيرة..كانت هي اللي فاضلة ليا من الدنيا….مش بس كدا…راحت مرات أبويا وأخويا من أبويا…يعني تقريباً بقيت مقطوعة من شجرة…حسيت أن الدنيا ضاقت بيا وبقيت خرم إبرة…إحساس انك ملكش حد في الدنيا وأنك منفرد بطولك دا إحساس فظيع….كانت دي صدمة تانية غير صدمة حسام..صدمة حسام كانت صدمة الناس في تعاملهم مع الناس أم الصدمة التانية كانت صدمة رب الناس- لدا لو كان أصلاً- مع الناس…صدمة مروعة…حسيت بالغربة الوجودية يعني حسيت أني مطاردة مطلوبة من القدر…إحساس قاتم كئيب فرجعت القاهرة و أنا فوق كتافي جبل من البؤس… مخففش عني غير سميرة …سميرة بس هي اللي خففت عني…حتى دكتور الجامعة اللي المفروض كان مجوزني عرفي يا دوب البقية في حياتك وخلاص… كملت باقي السنة تخرجت من الجامعة بتقدير جيد وحصل أن مرات الدكتور عرفت بعلاقتي مع جوزها فجت قفشتنا في الشقة…كانت فضيحة فرجت علينا اللي يسوى و اللي ميسواش…رمتلي شنطة هدومي برة وكان الدكتور واقف موقف سلبي جداً…عرفت أن العقد بتاعها مضروب و أني طلعت بلاش ولقيت نفسي يا أما عالرصيف يا أما في شقة سميرة اللي اشتغلت نادلة في ملهى ليلي في شارع الهرم عن طريقها وطريق جوزها رأفت…

هدتني سميرة وعرفت اللي حصل وكانت عارفة أني مليش غيرها لأني بقيت وحيدة في الدنيا…جوزها رافت كان مشارك على ملهى ليلي مشهور في شارع الهرم وكمان شكان شغال مدير للمكان وهي عرفته من هناك…عرض علي أني أشتغل نادلة في ملهى ليلي في شارع الهرم فمكنش عندي طريق تاني غير أني أقبل… اشتغلت نادلة وبقيت أقدم مشروبات للزباين اللي كان منهم ناس مشاهير وناس مناصب وناس خلايجة من الأغنياء جداً…الأول الجو مكنش عاجبني بس شوية شوية أخدت عليه لدرجة أني لاقيت نفسي هناك…واحدة واحدة كونت علاقات كتير ما زباين الملهى وبقيت مشهورة فيه وبقيت علا علاقات جنسية بزباين مهمين جداً…كنت بدي الزبون اللي هو عايزه.. من هنا بقا ابتدأ حياتي كبائعة هوى محترفة… الحقيقة أني كنت باستمتع وكمان باقبض على متعتي…اعترقف أني لقيت نفسي في مهنة بائعة الهوى لدرجة أن سميرة اندهشت وقالتلي في يوم بابتسامة انها مكنتش متوقعة مني كدا!! الوظيفة الحكومية جاتني بعد تلات سنين من التخرج بس طبعاً رفضتها…استغربت وسألتها: رفضتي التعين الحكومي؟! ابتسمت وداد: أه ومستغرب ليه..مش لسة بقلك لقيت نفسي ….و كمان الحكومة هتديني كام…دا غير التحكم من المديرين وغيرهم…أنا كدا شغالة لحسابي وبمزاجي…يعني أنا عملت قرشين وبقيت أستثمرهم في مطعم…وكمان في عقار…يعني براحتي ممكن ما اشتغلش..ممكن أشتغل وبمزاجي…ابتسمت وسألتها: طيب أنتي عندك دلوقتي 42 سنة من أول عملك في الملهى الليلي لحد دلوقتي ممكن تديني ملخض عن اهم الأحداث… ابتسمت وداد: هو مفيش أحداث كتير غير كام حدث كان من منهم الجواز من خليجي و التعرف على مسئول حكومي كبير كنت شغالة لحسابه…قاطعتها: لا وأنتي كمان قلتيلي انك قدمت أدوار في مسرحيات يعني أدوار ثانوية كراقصة استعراضية…عاوز أعرف التفاصيل… نهضت وداد: طيب نجيب حاجة نشربها الأول عشان أنا ريقي نشف وبعدين نكمل…ابتسمت: طيب وهاتلي معاكي…