عمارة السعادة – الحلقة الأولى: إبراهيم شاب مصري زبير كبير وصاحب مبدأ في المال والجنس جديد قديم

عمارة السعادة هو الاسم اللي إبراهيم , وهو شاب مصري زبير كبير و صاحب مبدأ في الجنس و المال قديم, محور حكايتنا سمى العمارة اللي ساكنها بيه. عمارة السعادة اسم على مسمى؛ لأن كل السكان فيها بعيشوا اليوتوبيا اللي بتحلم بيها البشرية في مشاركة الجنس أو المال. يعني نقدر نقول ان المدينة الفاضلة أو المجتمع المثالي اللي كان الفلاسفة بيحلموا بيه و الشعراء ياما كتبوا فيها شعرهم اختزل في عمارة السعادة اللي نشر فيها إبراهيم مبادئه الجنسية و الافتصادية و التعامل بين الجار و جاره. إبراهيم ده شاب مصري عنده مبدأ في الحياة ككل و مبدأ خاص في الجنس جديد قديم لأنه معروف بس إبراهيم طبقه على نفسه و على سكان عمارته.

في الحوار اللي جاي بين إبراهيم و بين صاحبه سامي هنعرف أراء إبراهيم ونفهم شخصيته عشان نقدر نفهم ليه هو كون عمارة السعادة موضوع حكايتنا. في يوم كدا صاحبنا قاعد سرحان في كافيه الكلية بايمن عليه بيفكر في بنت جديدة يشقطها لأنه هايج دايماً و زبير كبير و المال و الجنس محور حياته! كان في الفرقة الخامسة هندسة القاهرة فسامي صاحبه اللي في الفرقة الرابعة طب عليه ودار بينهم الحوار ده. سامي: يا عم هيما بدور عليك مش لاقيك و موبايلك مقفول…إبراهيم مش واخد باله وسرحان…سامي قعد على كرسي قدامه: اللي واخد عقلك يا برنس…إبراهيم التفت و ابتسم: أهلا سمسم..أيه الأخبار..سامي بابتسامة: تمام..بس بصراحة أنت برنس..عرفت تجيب البت ليلى اللي في دفعتي سكة…إبراهيم بابتسامة: بجد..و بعدين..سامي: و لا قبلين ..يعني انت مكوش على كل المزز..سيب لصاحبك حاجة…إبراهيم رفع شالميوه البرتقال في شفايفه: ماشي يا سمسم..خدها…سامي بتريقة و غيظ: أخدها!! ما هي بتاعتك..على طول في سيرتك قدام البنات…إبراهيم: خلاص أنا هدهالك…سامي بعجب: تدهالي..أزاي يعني…تعجب إبراهيم : أهو اللي ازاي..مش هتكون سعيد لما تكون معاك…سامي باندفاع و دهشة: أكيد..دا أنا عملت حاوي… وطبعاً مش عاوزة تعبرني طالما انت معاها…إبراهيم: ياعم الي يسعدك يسعدني..أنا هساعدك معاها…سامي باستغراب: بس يعني أنت مش بتحبها…يعني انت خلاص..أشقطها يعني…إبراهيم: لأ ما هي بردو هتفضل بتاعتي…!! سامي بحيرة: مش فاهم…يعني هتبقى بتاعتي و لا بتاعتك!! إبراهيم: بتاتنا أحنا الأتنين..يعني انت هتنبسط وياها شوية و أنا شوية…سامي بضحكة و عجب شديد: يعني هتبقى شركة يعني…أعرف أنك اشتراكي أه..و كمان شيوعي بس مش للدرجة دي!! إبراهيم حط رجل على رجل: هسألك يا سامي…أيه أكتر حاجة الرجالة بتحبها و تحارب عشانها و تبقى تعيسة لو مكنتش عندها..سامي هرش دماغها: طبعاً النسوان و الفلوس..و يمكن الفلوس قبل النسوان..أو العكس….على حسب..إبراهيم بالتفاتة: طيب لو بقت الفلوس و النسوان بتاعتنا كلنا و الفلوس بقت شركة ما بينا…سامي بدهشة و شهقة: أه!! يعني عاوزها مليطة!! و طب النسوان هتوافق..إبراهيم ضحك ضحكة باعتزاز نفس: طيب أسألك…أيه أكتر حاجة النسوان بتحبها…سامي فكر و برق بعيونه: بردو الرجالة و الفلل و القصور و المجوهرات ووو..إبراهيم: يعني المال و الجنس بردو…سامي : تمام يا برنس…

في اللحظة دي مر من قدامهم طالب صاحب قديم لإبراهيم بس مش بيجي الكلية كتير غمزله و حياه: إبراهام حبيبي…جيلك يا برنس…إبراهيم ضحك و سامي لتعجب: أيه دا كمان..أنت ابراهام… ضحك إبراهيم: بص يا بني..متعرفش أني زعيم الحزب الشيوعي في الجامعة…سامي بخضة: شيوعي..يا عم الاشتراكي…إبراهيم: لأ شيوعي لأن الشيوعية يعني اليوتوبيا وهي مرحلة متقدمة من الأشتركية…هتلاقيهم ينادوني إبراهيم يعني مسلم…و إبراهام مسيحي و أفرايم يعني يهودي و و كمان براهمان زي ما شوية بنات بيهزروا معايا….!!سامي بضحكة و عجب: قصد براهمان ده بتاع الديانة البرهمية بتاعة الهنود بتوع بوذا يعني؟!! إبراهيم: تمام..انت فاهم أهو… إبراهيم نظر بجدية في عيون سامي و شال رجله من فوق رجله التانية: بص يا سامي…لازم تكون عالمي النظرة..متفضلش بشر على بشر…الناس سواسية.. المال المفروض تكون مشاع بين كل الناس… و متحصرش نظرتك و مصلحتك بحدود تراب اسمه الوطن…كل العالم و طني و كل الناس ناسي..انا يهمني سعادة الأنسان…يهمني الإنسان و لو ملوش عنوان…فهمت..سامي بعيون مبحلقة هز راسه: فهمت يا برنس…و هي دي الحدوتة…!! دي رؤية صاحبنا إبراهيم سواء في المال و الجنس و السعادة عموماً و مجتمعه المثالي اللي على غراره هتكون عمار السعادة زي ما سماها بنفسه! شاب مصري أسمر وسيم ربعة مدكوك شوية بعيون حادة و شارب كثيف! شاب عنده شيوع في الروح متسامح شايف أن كل الكون مكان للإقامة و كل البشر أهل للتقدير ! شاب من ملايين شباب مصر من أسرة متوسطة مجتهد في دراسته بس برده زبير كبير و صاحب كيف و مزاج و مبدأ في المال و الجنس جديد قديم في نفس الوقت و ليه رأي خاص في السعادة. إبراهيم يؤمن بشيوع النسوان زي ما بيؤمن بشيوع الثروة. دايماً بيقنع اللي بيجادله ويسأله: طيب أيه رايك لو بقت كل الفلوس و كل الحريم مشاع بين الرجال و الرجال مشاع بين الحريم؟!! ساعتها بس الأنسان هيقضي على موضوع رغباته و هيعيش من غير قلق و لا تمنني و لا حسرة و ساعتها مش هيكون فيه غل عشان واحد معاه و التاني مش معاه سواء مرة حلوة او فلوس كتير و ساعتها بس الكل هيعيش في جنة بالضبط زي جنة المجتمع البدائي…