اعترافات بائعة هوى محترفة – الحلقة 3: حب صامت و رسائل حب وغرام مع ابن الجيران الوسيم

كان آخر عهدي بوداد منذ ما يقارب أربعة شهور كنت قد جالستها فيها وقصت علي ما كان من حكايتها وهي ما أسميته اعترافات بائعة هوى محترفة و الواقع أن بداية وداد في حياتها لم تكن تشي بما آلت إليه من عهر و تفنن فيه! فهي في طور مراهقتها لم تزد على ما أسمته حب صامت و رسائل حب وغرام مع ابن الجيران الوسيم علي الشاب الذي كان يكبرها بعام! أنا استغرب ما وصلت إليه ما كانت عليه فتاة خجولة جميلة يعاكسها أبناء قريتها الريفية فتحمر وتسرع في مشيها من فرط خجلها! كذلك حكت لي وداد وهي في مرحلتها الابتدائية و الإعدادية حيث مسكنها في مركز من مراكز محافظة البحيرة. أنا أستغرب ما وصلت إليه ولكن أعود وأراجع نفسي أنها طالما وصلت إليه فهنالك مبرر كافي لذلك. استقبلتها في شقتي وكنت قد أحضرت لها الشمبانيا التي تحبها و لفائف السجائر المحشوة بالحشيش العالي الجودة إذ قد أوصتني بذلك فهي كما قالت صاحبة مزاج! طرقت بابي في السادسة مساءً من يوم الخميس كما اتفقنا ففتحت الباب لها فرحبت بها ضاحكاً: أتأخرتي 5 دقايق..ينفع كدا…ابتسمت ودفعتني بيدها برقة ودلع سبقتني للداخل ثم مطت شفتيها وطبعت قبلة خاطفة فوق شفتي وضحكت: يلا بوسة عشان الخمس دقايق أهي ههه…

ابتسمت وتهللت أساريري وأغلقت الباب متمنياً بصوت عالي: يا ريتك كنت تأخرتي ساعة…زماني كنت راكب هههه…ضحكت ورمتني بنظرة غنجة ذات دلال للخلف وهمست: بس يا ولا…! ثم لم تلبث أن سألتني بنبرة معملة القهوة أو مديرة العمل: حضرت اللي قلتلك عليه…أنا متخذاً دور التلميذ: كل تمام يا افندم…ابتسمت ثم سألتني : ها..عاوزنا نقعد فين…أنا: بصي اعتبريني انا الضيف وانتي صاحبة الشقة…تحللت وداد من غطاء رأسها وفستانها المحتشم الملتصق بتضاريس جسدها الفذ ثم لتجالسني بقميص نومها فقط. أحضرت الفاكهة المعدة من الثلاجة وزجاجات الشمبانيا و الكاسات و السجائر. التقطت مني سيجارة ثم رمتني بنظرة محايدة وهي تهمس ولعلي…أشعلت لها سيجارتها ثم قلت بنبرة جادة: نبدأ…قالت وداد بنبرة أكثر جدية: نبدأ…بس منين…قلت: منين ما تحبي…قالت وهي تسحب سيجارتها وهي ممدة فوق كنبة الأنتريه الطويلة ساقها اليسرى فوق اليمنى وظهرها متكأ على وسادة خلفها و أنا كأنني كاهن أتلقى منها الاعتراف جالس أمامها ممسك بقلمي ودفتري: عموماً أنا كنت بنت خجولة..ريفية من البحيرة… يعني مفيش في حياتي أي أحداث مهمة غير أني كنت متفوقة دراسياً بالرغم من صعوبات حياتي…صمتت ثم رشفت من كاسها ثم قالت: أنا مشتفش أمي أو موعاش عليها…ماتت وأنا عندي أربع سنين و بابا كان متزمت في تربيتي أنا وأختي…ممكن تقول كأنه شيخ..سألتها: يعني مكنتيش تتشاقي و انتي صغيرة…على الأقل قبل ما تيجي هنا الجامعة… اعترفت وداد بما أسمته حب صامت و رسائل حب وغرام مع ابن الجيران الوسيم علي فقالت وداد: في ثانوي كنت بحب ابن الجيران..بس حب صامت…نظرات عيون بس…بص طبعاً أنت عارف القرية الريفية بتكون كل حاجة فيها معروفة أنا: يعني الحب دا ماترجمش لأفعال…أي حاجة…وداد: عارف….بصراحة كنت مخنوقة من كدا..بس أعمل أيه…كنت بس آخري أني أرمي جواب لابن الجيران وهو يرميلي جواب ويقلي كلام ح اكيد عارف جوابات الحب و الغرام زمان قبل الموبايلات……كان نفسي اروحله وأرمي نفسي بين أحضانه…بس…بس مكنش ينفع…أنا: ليه ايه اللي منعك…وداد: العادات و التقاليد…ابتسمت وسالتها مداعباً: طيب ودلوقتي!

ابتسمت وهي تنفث دخان سيجارتها كأنها ناقمة على كل عرف أو تقليد الذي اضطرهافي صباها إلى مجرد حب صامت و رسائل حب وغرام مع ابن الجيران الوسيم: دلوقتي بقول: أيها العاهات و التقاليد أتفوووو ….ابتسمت بل قهقهت ثم عجبت لها وسألتها سؤال ما كان لي أن أسأله: يعني انتي عاجباكي حياتك كدا…وداد تأملتني لثوان ثم قالت: عموماً هو سؤال مش في محله…طالما أنا مكملة كدا يبقى عاجباني…أيوة عاجباني…بكل تأكيد…أحنا موجودين عشان نستمتع…نعيش…نحقق رغباتنا مش نكبتها…نسعد نفسنا ونسعد اللي حوالينا…بص أنا بحب الحياة… الجنس أصل الحياة… أنا: وفيلسوفة كمان.. وداد ضاحكة: انت نسيت أني جامعية خريجة آداب…أنا باسم لها: لا طبعاً….بس يعني اللي اعرفه أن الست المفروض تمارس مع راجل واحد…اللي هو جوزها…نظرتني وداد نظرة خبيثة وعدلت من وضع ساقيها قليلاً وقالت: مين قال المفروض…زي ما الراجل بيعدد وبيحب يدوق البيضة و السمرة التخينة و الرفيعة بردو الست تحب تنوع…مش معقول الست تربط نفسها براجل واحد…زي ما الراجل مش معقول أنه يربط نفسه بست واحدة…أدهشني رأي وداد في علاقة الرجل بالمراة أو المراة بالرجل وهمست لها مستنكراً: بس دي فوضى…! وداد باسمة رافعة كأس الشمبانيا فوق شفتيها: دا انت بس اللي شايف كدا…أنا سريعاً متحمساً: مش أنا كل الناس…! تضحك وداد ضحكة تهتز لها بزازها الممتلئة وتميل برأسها فوق الوسادة وتسال ببسمة ممزوجة بالسخرية: أنت عديت الناس كلها كمان؟! أنا وقد أحسست باللامنطق في حديثي تلعثمت: لا…بس…! وداد قاطعتني ضاحكة: بس أيه يا زومة…حلو اسم حازم مش كدا… تنهدت عميقاً مبتسماً: شكراً….انا فعلاً معدتش الناس كلها بس الغالب الأعم من الناس بتقول كدا…وداد اعتدلت في جلستها ثم نهضت: تاني…قصدك العادات و التقاليد…أعرف أنها بتتغير…..ثم أتتني من خلفي حاطة برقيق بناعم معصميها فوق كتفي وقد أسخنتني أنفاسها العطرة : مفيش يا زومة حقيقة مطلقة وخاصة في الأخلاق..دا لو كانت موجودة من أساسه…..هاروح الحمام وراجعة…