اعترافات بائعة هوى محترفة – الحلقة 30: العاهرة السعيدة و اللذة و الجنس مقابل المال

هذا الحلقة الأخيرة من مسلسل اعترافات بائعة هوى محترفة وحين سألت وداد عن كونها راضية بمهنتها ابتسمت وقالت: طبعاً راضية فانا زي ما أنت قلت عاهرة الطبقة العليا دلوقتي…و ممكن تقول عني أني العاهرة السعيدة و أني بأقايض اللذة و الجنس مقابل المال الكتير…قلت: بس يعني مفيش أي ذرة تأنيب ضمير أو حتى مجيتيش في يوم وقلتي في نفسك لو الزمن رجع بيا تاني مش هاعمل كدا…زي ما مثلاً بعض عاهرات الغرب عملوا…وداد صامتة مفكرة قليلاً: بص تعالي نشوف أنت بتقول ايه…يعين أيه ضمير…قصدهم الشعور اللي بيخيلك تعرف الصح و الغلط بالبداهية يعني من غير أي تدخل من تربية أو تعليم أو توجيه من أي نوع…الكلمة دي مظهرتش عندنا كعرب بالمعنى دا إلا مترجمة من مائتين سنة فاتوا…يعني مفيش حاجة اسمها ضمير أو أخلاق طبيعية تنتظم أخلاق البشر كلهم دفعة واحدة…طيب الشعور دا مصدره أيه…

كنت منتبهاً وأستمتع لفلسفة العاهرة السعيدة حين صدمتني صامتة فسألتها باسماً: دا سؤال ولا دعوة للتفكير مع بعض…ابتسمت وقالت: لا أنا قررت خلاص بس اللي مكنتش فكرت قبل كدا في الشعور دا يبقى دي دعوة للتأمل…بص الشعور مصدره العادات… التقاليد…أخلاق كل زمان بتنبت من الأرض فزي ما في أرض بتطلع بس برتقال أو تفاح أو خوخ أو بعض أنواع الفواكه دي فكل ارض سواء كانت زراعية صحراوية أو أحراش أو غيرها ببتولد أنواع من العادات و الأخلاق مختلفة عن غيرها…حتى اعز ما يملك الإنسان من شعور متعالي سماوي مصدره من تحت رجليه مش من فوق دماغه أو على الأقل دا رأيي أنا…ابتسمت وقلت: العاهرة السعيدة وثنية الأخلاق أمال بتعبدي أيه يا ترى…وداد: اللذة و الجنس مقابل المال وعلى فكرة المتعة مشاركة ما بين الطرفين…أنا: بس يعني زي ما قلت بغض النظر انك متقبلة المهنة دي أول لا…بس دا ميمنعش أن في زميلات كانوا زيك وبطلوا و اعترفوا بالغلط حتى ول كانت بداية حياتهم اضطرتهم لكدا…وداد سائلة: مثال لو سمحت…قلت بعد تفكير: يعني شيلي لوبين…دي اعترفت بخطاها وعاملة مؤسسة اسمها…نسيت للحظة فأذكرتني وداد وتكفلت بذكرها: عرفتها بنك كروس فوانديشن…بص دي واحدة من ألاف…يعين دا شذوذ لا يقاس عليه…خالص…قلت: بس موجودة…يعني..قاطعتني وداد: طيب ما فيه غيرهم كتير صرحوا أنهم مبسوطين جداً بالخدمات الجليلة اللي بيقدموها وانهم بيقدوا مهنة زي اي مهنة مهنة الترفيه عن الرجال…

عدلت من موضعي فوق المقعد ثم سألت وداد: ممكن أمثلة…فكرت وداد قليلاً ثم قالت: في أمثلة كتير من الواقع نماذج لسيدات سعداء جداً بالمهنة ويعتبروا صناعة البورنو وتجارة الجنس عمل أخلاقي و نضالي أختاروه عن حرية…وليهم حجج و في الحقيقة أنت متقدرش تأول رغباتهم وسعادتهم بأي تأويل تاني ولا يحق ليك…خد عندك أنجيلا فيلون عاهرة بيرو مثلاً اللي ترشحت في انتخابات المجالس النيابية…عارف دي كانت ناشطة في مجال حقوق بائعات الهوى وهي نفسها تعمل في مجال تجارة الجنس من أكثر من 30 سنة…مجوزة عندها 4 عيال وتقول إنها تكسب أموالًا أكثر بكثير من تلك اللي يكسبها زوجها و بتقول على نفسها أنها عاهرة محترمة لا تقبل الظلم و أنها دايماً تناضل تدافع عن حقوق العاملات في تجارة الجنس…مثال تاني تشافييرا هولاندر اللي انا بحيها جداً ..دي بائعة هوى من السبعينات..دي بقا كتبت سيرتها في كتاب سمته العاهرة السعيدة: قصتي الخاصة اتباع منه أكتر من 20 مليون نسخة لدرجة أنها وصلت أكتر بائعة هوى بتاخد أجر في نيويورك…عندها سبعين سنة وحالياً تدير بيت لبيع الهوى في أمستردام، ودا بمرافقة جوزها اللي هو فخور بقناعتها ومشوارها الجنسي…عارف اللي عاجبني في الست تشافييرا دي أنها واحدة من اللي حبوا و ادمنوا المهنة دي…يعني مش زي ما بتسمع من أن كل واحدة اشتغلت في المجال دا كانت مضطرة ليه رغماً عنها..لا دي راحت للمهنة دي برجليها ويه لحد دلوقتي على وضعها بتعتقد في اللذة و الجنس مقابل المال وأنها سعيدة عشان كدا سمت كتابها في العاهرة السعيدة فهي زي ما صرحت أكتر من مرة أن مهنتها جلبت لها سعادة لا توصف. أكتر من كدا أن تشافييرا مثقفة جداً يعني بتكلم حوالي خمس لغات وفي مرة قبل ما تدخل مجال البورنو أختاروها أفضل موظفة إدارية في هولندا، وكمان كانت شغالة في وظيفة مهمة في القنصلية الهولندية و الأنكى من كدا انها سليلة عيلة أرستقراطية …كمان الست دي مش شايفة أي حاجة في مهنتها غير أخلاقي على العكس تدافع عن اختيارها وتحترمه وكمان شايفاها أنه أخلاقي جداً لأن هدف الأخلاق هو تحقيق السعادة البشرية…كمان عندك إريكا لاست.. دي واحدة تحولت من من دراسة الاقتصاد إلى عالم الجنس..دخلته بمحض أرادتها لأنها حبت المجال دا…دخلت المجال واضافت تحسينات لصناعة البورنو واظهرهتها بصورة واقعية جذابة فدخلت عالم التصوير والإخراج اللي بيصور حقيقة العالم دا..أكيد التلاتة دول محدش أجبرهم على أنهم يقولوا غير اللي هم مقتنعين بيه…